إن الجمعية الجديدة للثقافة والفنون الشعبية(*) تاماينوت، والتي تأسست بتاريخ 16 أكتوبر 1978 بالرباط، ترى أن من واجبها أن تضع ميثاقا ثقافيا تمارس على ضوئه وفي اتجاه التطور الإيجابي مختلف الأنشطة الثقافية، ولهذا فإن الجمع العام الثالث للجمعية المنعقد بتاريخ 15\11\1981، يوافق على ما يلي:
إن الوضعية الثقافية بالمغرب تتميز بما يلي:
أولا: سيطرت ثقافة رجعية متخلفة تهدف إلى تكريس أوضاع التخلف الاقتصادي والاجتماعي وأشكال الاستيلاب الايديولوجي والثقافي، القائمة على أنها “ثقافة أصيلة” عن طريق مختلف وسائل الإعلام والمناهج التعليمية والتربوية.
ثانيا: مقابل ذلك تنهض باستمرار وسط البورجوازية الصغيرة، والمثقفين المرتبطين إلى حد أو آخر بأوضاع الجماهير ثقافة تقدمية ذات مضامين متقدمة وتجاوزية ، تصارع وتفضح الثقافة التبريرية المتخلفة، محاولة أن تكون بديلا لكل الثقافة السائدة، وبذلك تعمل على إعطاء شعار الثقافة الوطنية مفهوما أكثر وضوحا وأكثر ديموقراطية بغية الوصول من خلال الصراع الطويل إلى ثقافة شعبية ديموقراطية علمية.
غير أن النضال الثقافي مايزال يعاني من ضعف كبير بسبب نوع من الانفصام الذي يعيشه أغلب المثقفين، والذي يتجلى أساسا فيما يلي:
1ـ على مستوى لغة التعبير: حيث يتجاهل المثقفون بصفة عامة لغات التواصل الجماهيرية: اللغة الأمزيغية والدارجة اللتين تعتبران “واقع الفكر المباشر” بالنسبة للمغاربة جماهيريا، واللتين “تكرست فيهما الخبرة المكتسبة” على مر السنين على المستوى الجماهيري.
2 ـ على مستوى المضامين: حيث تضل أغلبية الكتابات والإنتاجات نخبوية بعيدة عن حمل المضامين الإيجابية الثي تؤثر بطريقة فعالة في المتلقي والتي تلتحم بواقع الجماهير في آلامها وآمالها.
3 ـ على مستوى الممارسة: حيث تضل مواقف أغلبية المثقفين غير ملتحمة مع ممارساتهم وغير منخرطة في النظال الثقافي الطبقي فعليا وتفاعلية.
إن تجاوز وضعية التخلف الثقافي المركبة هذه يستلزم العمل بإصرار على ما يلي:
أ ـ تجدير الممارسة الديموقراطية للعمل الثقافي.
ب ـ الإتجاه بجد نحو تجاوز الإنفصام الموجود حاليا بين المنتجين ثقافيا الديموقراطيين، وبين الجماهير.
ج ـ تبني ومساندة المطالب الديموقراطية في بناء ثقافة وطنية ديموقراطية تقدمية، وإيجاد مناهج تعليمية وتربوية ديموقراطية وشعبية.
د ـ النضال في الساحة الثقافية من أجل ديموقراطية ثقافية حقيقية يتم فيها التمتع الكامل بالحقوق الثقافية واللغوية بجانب الحقوق الأساسية الأخرى,
في هذا لاتجاه فقط تستطيع الثقافة التقدمية الديموقراطية أن تخدم الجماهير، ومطمحها في ثقافة وطنية مغربية ديموقراطية شعبية بمكوناتها الأمازيغية والعربية.
ومن أجل ذلك فإن جمعية تاماينوت ستعمل مع جمعيات مماثلة من أجل ميثاق ثقافي يضمن الحد الأدنى الممكن الاتفاق عليه من اجل فرض تلبية المطالب اللغوية والثقافية الملحة.
(*) تم تغيير الجمعية الجديدة للثقافة والفنون الشعبية بتاماينوت بعد تعديل القانون الأساسي بالمؤتمر السادس للمنظمة