
يشهد المغرب الراهن تحولات مهمة مست جميع جوانب المجتمع، المادية منها وغير المادية، بشكل مباشر وغير مباشر..، وقد كان موضوع التراث بأنواعه وبمضامينه المتعددة من بين ما استأثر باهتمام الاكاديميين والهيئات المنتخبة والمهتمين بالشأن الثقافي والسياسي، بهدف تشخيصه و تعميق البحث في جوانبه المختلفة، في أفق توظيفه واستثماره في مناحي واتجاهات مختلفة.
و للتراث اللامادي تجليات شتى، غير أنه يطغى عليها الجانب الشفهي، ويشمل المجال الديني، والفني، والحكائي والاسطوري…، كما أن له أدوارا متنوعة، منها ما يتعلق بالحفاظ على الهوية و مقومات الشخصية، و منها ما يساهم في التنمية الاقتصادية، مثل السياحة وغيرها..، و ما له علاقة بتطور المجتمع. كما يخضع التراث اللامادي لتحولات تمليها تطورات الحياة المختلفة، تؤثر ايجابا و سلبا عليه، فيتفاوت الإنتاج من بيئة لأخرى و من عصر لآخر.
يمثل المغرب – بأريافه خصوصا – مجالا تتجلى فيه شتى مظاهر التراث اللامادي بغناه وتنوعه..، مما يفرض قراءة متأنية لكل تلك المظاهر وتنوعاتها، ورصد أشكال التحولات التي مست تطوره، وكذا انعكاساتها على مختلف المستويات و الأصعدة.
وفي هذا الاطار، و نظرا للأهمية البالغة التي يكتسيها هذا الموضوع في تنمية المجتمع من مختلف جوانبه، وتماشياً مع النداء الملكي حول تثمين الرأسمال الرمزي/ اللامادي (خطاب العرش، 30 يوليوز 2014)، وامتداداً للقاءات العلمية السابقة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حول الموضوع، خاصة لقاء أكادير (2009) حول ‘التراث المادي بجهة سوس ماسة درعة’، ولقاء تارودانت (2010) حول ‘إكودار وتثمين التراث الثقافي’،
يعتزم مركز الدراسات التاريخية والبيئية، ومركز الدراسات الانتربولوجية والسوسيولوجية بالمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، بتعاون مع المجلس الحضري لتيزنيت، تنظيم ندوة دولية في موضوع :
“التراث اللامادي بالجنوب المغربي”
وذلك أيام: الخميس، الجمعة والسبت 28،29و30 مايو 2015،بدار الثقافة خير الدين بتيزنيت وفق البرنامج التالي:
http://www.tiznit.ma/…/stories/programme_tiznit_mai_2015.pdf