في إطار دينامية 17 نونبر، نظمت الحركة الأمازيغية الرافضة لمنهجية وتركيبة اللجنة المكلفة بإعداد القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية التي تتسم بالتعتيم والالتفاف على المنهجية التشاركية ومحاولة احتواء الحركة الأمازيغية.
لقاءها الرابع يوم السبت 26 دجنبر بمدينة كلميم تحت شعار “من أجل إنصاف فعلي وعادل للأمازيغية” وذلك بمشاركة الأساتذة عبد الله صبري ، عبد الله بادو والأستاذ رشيد الحاحي.
استهل النشاط بتقديم الإطار العام للدينامية وسياقها النضالي من طرف الأستاذ محمد ملال، قبل أن يتناول الكلمة الأستاذ الباحث رشيد الحاحي منسق التنسيق الوطني الأمازيغي، الذي أكدعلى أن النضال الأمازيغي الكبير الذي أوصل الأمازيغية إلى مستوى إقرار رسميتها في الدستور، يجب أن يستمر حتى تفعيلها وفق مبدأ المساواة اللغوية الذي لا يحتمل التأويل ، لأن رسمية اللغات لا تكون بدرجات وتفاوتات. وقد اعتبر دينامية 17 جوابا موضوعيا لسياسة الدولة غير المنصفة اتجاه الأمازيغية وهو ما يفسر التجاوب الكبير الذي لقيته هذه الدينامية من طرف الفاعل المدني و الأمازيغي بل و الفنانين و المبدعين.
الأستاذ عبدالله صبري رئيس المنظمة الأمازيغية العتيدة “تامينوت” هو الآخر قدم معطيات تفيد عدم جدية الدولة المغربية في تعاملها مع الأمازيغية والذي أرجعه لغياب استراتيجية واضحة ومندمجة لإدماج الأمازيغية في كل مجالات الفعل العمومي خصوصا الإعلام والتعليم والإدارة والقضاء. ودعا إلى ضرورة اعتماد مبدأ الميز الايجابي إن كنا نرغب في تحقيق المساواة و الإنصاف لأن ما لحق الأمازيغية من تهميش و تجاهل طيلة عقود لا يمكن تصحيحه بما تقترحه علينا الدولة المغربية اليوم .
رئيس أزطا أمازيغ عبد الله بادو وصف الهندسة التشريعية التي اتبعتها الدولة فيما يتعلق بالأمازيغية بأنها غير واضحة و لا تنبني على رؤية موضوعية ، حيث تساءل عن أسباب تأخير إصدار القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية و استنكر إقصاء اللغة الأمازيغية من القوانين التنظيمية الصادرة حتى اليوم التي لا تفيد بأن المغرب له لغتين رسميتين. كما أكد على أن الحركة الأمازيغية لن تقبل مجلسا وطنيا للغات والثقافة المغربية لايتمتع بالاستقلالية والصلاحيات الكافية لاتخاذ القراراللغوي المناسب و لا يتكون من كفاءات تؤمن بالتعدد اللغوي والثقافي المؤسس على المساواة والعدالة.
لقد كان اللقاء الجهوي الرابع مناسبة للفاعلين المدنيين و مناضلي الحركة الأمازيغية لطرح تساؤلاتهم وانشغالتهم والتي ركزت بالأساس على الاستراتيجية التي يجب اعتمادها من أجل ضمان النجاح لهذه الدينامية النضالية المهمة حيث وضح الأساتذة في ردودهم على أن لقاء 09 و 10 يناير 2016 ببوزنيقة سيكون موعدا تاريخيا حيث ستجتمع الجمعيات و التنسيقيات الأمازيغية من أجل بلورة استراتيجية مشتركة وموحدة للعمل و النضال حتى تحقيق الأهداف التي يختزلها شعار هذه الدينامية و المتمثلة في الإنصاف الفعلي و العادل للأمازيغية.