البيان الختامي للدورة الثانية للمجلس الفدرلي بعد المؤتمر 12

انعقد المجلس الفيدرالي لمنظمة تاماينوت، دورة “الشهيد والمعتقل” في ضيافة تاماينوت الدشيرة تحت شعار “الأهداف العالمية للتنمية المستدامة : بين طموح الأمازيغ والسياسة الإقصائية للدولة“، يومي 16 و17 يناير 2967 الموافق لـ 28 و29 يناير 2017. طيلة يومين من العمل المكثف والجاد تطرق عضوات وأعضاء المجلس الفدرالي لمستجدات وتطورات القضية الأمازيغية والساحة الحقوقية بالمغرب والوقوف عند أهم المحطات النضالية للشعب الأمازيغي التي عرفتها البلاد خلال الستة أشهر الأخيرة، كما تخلل اليومان نقاش عميق في إطار ورشات عمل حول الاستراتيجيات الممكنة للنهوض بالأمازيغية.

  • إن التراكم الذي حققته الحركة الأمازيغية والدينامكية التي خلقتها على المستوى الوطني منذ بداية سنة 2012 وطيلة خمس سنوات من أجل تفعيل الفصل الخامس من دستور 2011 من خلال إنجاز مذكرات وتقارير ومقترحات تهم مشروعي القانونين التنظيميين المتعلقين بالأمازيغية، والترافع لدى كل مؤسسات الدولة، هو تراكم وإنتاج كمي ونوعي مهم جدا يعكس انضباط الحركة الأمازيغية والتزامها بمستقبل الشعب الأمازيغي بالمغرب، واجهته إرادة سلبية للفاعلين السياسيين والرئيسيين ببلادنا تؤكد بالملموس على أن مضامين المشروعين 26.16 و04.16 المتعلقين على التوالي بمراحل تحديد الطابع الرسمي للأمازيغية في الحياة العامة، وإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، تحمل في طياتها الكثير من العنصرية وتساهم في تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في تذويب الأمازيغية في أفق اندثارها؛
  • إن كل مظاهر الاحتفال والاحتجاج التي أسست لها الحركة الأمازيغية منذ عقود خلت استقبالا للسنة الأمازيغية الجديدة، رغم كل أنواع التضييق وسبل المنع التي تعرضت لها، شكل رأسمالا شعبيا رمزيا كبيرا أبرز عمق الهوية الأمازيغية للمغاربة وساهم في التحرر الفردي والجماعي للإنسان المغربي عبر تقوية وتعزيز الانتماء الأمازيغي وشكل مادة مهمة للمجتمع المدني لتطوير استقبال السنة الأمازيغية كعنصر أساسي من ثقافتنا الشعبية التي تواجه زحف سياسة العولمة وهيمنة ثقافة أقلية مفروضة وسائدة قسرا تمارس الاستلاب كما تحدث عنه “أنطونيو غرامشي” و”بيير بورديو”؛
  • إن الانتهاكات التي يعرفها الشعب الأمازيغي بالمغرب على المستوى الحقوقي والسياسي والثقافي وتترجمه تراجعات الحكومة عن المكتسبات الايجابية فيما يخص اللغة والثقافة الأمازيغيتين، بالإضافة إلى الخروقات التي يعرفها حق الأمازيغ في المشاركة في الحياة السياسية، ناهيك عن الاغتيالات والاعتقالات التعسفية والتضييقات على نشطاء الحركة الأمازيغية، كلها عوامل استطاعت التجربة الأمازيغية أن تقف في وجهها منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي بفضل تنسيق الجهود وتكاثفها بين مكونات الحركة الأمازيغية؛

اعتبارا لكل ما سبق فإن المجلس الفيدرالي لمنظمة تاماينوت يعلن ما يلي :

  1. نؤكد على أن الحكومة المغربية في نسختها السابقة قد مارست التماطل والإقصاء والتأويل السلبي للدستور وخرقت الفصل 86 من الوثيقة الدستورية بهدف استمرار تكريس هيمنة التحالف المضاد للأمازيغية على احتكار القيم والسلطة والثروات والموارد؛ على اعتبار أن مشروعي القانونين 26.16 و04.16 لم يعرضا على البرلمان، فكما سبق أن عبرنا عن رفضنا للمنهجية الملتبسة في إعداد المشروعين فإننا نجدد التأكيد بعدم دستوريتهما نظرا للتراجعات التي طالت مكتسبات الحركة الأمازيغية وعدم تقييد الحكومة بأحد أهم ركائز الدولة المتمثل في مبدأ المشاركة الذي أدرجه الدستور في ديباجته وتناوله الفصلان 12 و13؛
  2. نعتبر أن رأس السنة الأمازيغية له امتدادات تاريخية عريقة للشعب الأمازيغي وكل الطقوس الاحتفالية المصاحبة له ذات ارتباط بالأرض والدولة المغربية مطالبة بإقرار فاتح السنة الأمازيغية عيدا وطنيا رسميا، كما نسجل في نفس الوقت استمرار الدولة في مقاربتها القمعيةوتماديها في اغتصاب أراضي القبائل ونزع ملكياتهم الجماعية، مما يزيد في تأزم الأوضاع والمساهمة في تطرف الحركات الاحتجاجية بدل مقاربة حقوقية، تنسجم مع المواثيق والمعاهدات الدولية، ترتكز أساسا على مبدأ الموافقة المسبقة، الحرة والمستنيرة والاقتسام العادل للسلطة والثروة والموارد والشراكة في القيم؛
  3. ندعو كل مكونات الحركة الأمازيغية إلى تنسيق الجهود وتكثيفها من أجل قضيتنا الأمازيغية العادلة والحاملة لمشروع بديل وقيم متنورة، لذلك فنحن نعتبر بيان مكونات الحركة الأمازيغية بالمغرب الذي حرر بأكادير يوم 05 أكتوبر 2016 من طرف مجموعة من الإطارات والفعاليات والتنظيمات والتنيسقيات، أرضية الانطلاق من أجل التأسيس لمؤتمر وطني أمازيغي قادر على تقديم بدائل حقيقية وتصورات من أجل مواجهة الميز؛

http://www.tamaynut.ma/?p=963 : (نص بيان مكونات الحركة الأمازيغية)

عن المجلس الفيدرالي لمنظمة تاماينوت

الدشيرة 17 يناير 2957 الموافق 29 يناير 2017